هل تعرف ذاتك

تكبلنا همومنا أحيانا إلى درجة الخروج عن شعورنا الداخلي وعندما يصل بنا حال الضيق النفسي لأعلى حالاته نبدأ حينها بالبوح وكلاً حسب شخصيته..

البعض منا يجعل الأكل وسيلة لغاية الهروب, والبعض يجعل الوحدة ملجاءً له للحوار مع الذات والبعض يفرز جام غضبه بعنفوان التعامل السيئ للغير قد تصل للتجريح وقد يعتبره متنفس وحيد ليتخلص من جحيمه الداخلي. والبعض ينفرد ويطلق عنان عينيه بالبكاء.

فعندما تستطيع التعبير في هذه الحالة بالدموع عن ما بداخلك فإنه من وجهة نظري الشخصية ولا افرضها طبعا.. انه الحل الامثل والأسمى والارقى لمعنى إنسانك الداخلي لأنك حررت قيداً معينا في نفسك بدموعك وبكائك وقد يتوصل الباكي من نتائج الضغط إلى حل مناسب لهمومه (اللي تهد الحيل) إذ أن ملازمتها لنا طوال حياتنا أشبه ما تكون ظروف قهرية..والأكثر من هذا أن همومنا لا تفارقنا مهما أفرطنا في البكاء ولكن وجود الوسيلة للتخفيف نوعا ما بداية حل لمشكلة...

فالشخص منا بطبيعته وتكوينه يحمل صفات الإنسانية..(حنون – محب- كاره- خير-شر- شجاعة – جبن- رأي – أخذ وعطا) وعلى قولة الشاعر(من كل ضد وضد تلقين فيني) ..وتجده يحسن التعامل مع الحيثيات والحياة بشكل طبيعي مهما كان نوعها وكمها وكيفها..المهم في نهاية الأمر التأثير بنتيجة مريحة..
وفي هذه الحالة أنا اغبط الشخص الذي يستطيع إدرار دمعه والإجهاش بالبكاء لانه طوع نفسه لأضعف جزء ليحل مشكلة اكبر أجزاءه..نحن بشر ومعنى البكاء لايعني الاستسلام بل العكس هي بداية التجاوب مع الذات الحقيقة لمنعها من الإحباط والتحطيم...
الأهم من هذا كله (إذا ضاقت بك الأحوال يوما فثق بالواحد الفرد العلي.. وكم أمرٍ تساء به صباحا وتأتيك المسرة في العشي)..

ثم أين ذلك الشاطئ الذي يستحق أن أحط عليه مراكب رحلة الدموع ؟ فعلا أين؟ على كل حال اللي عنده مقدره واستطاعه يبكي أو باللهجة العامة(يصيح) في حال أن الدنيا حاسته وهبلت فيه أنا اجزم كل الجزم أن البكاء بداية لحل لازمتك أو مشكلتك...المهم أن لا نأخذ في اعتبارنا أن البكاء ضعف..بل العكس هو دافع للقوة ذاتها...