امـراض الـقـلـوب ( الـظـلـم & الـشـك & ســوء الظــن )

امـراض الـقـلـوب ( الـظـلـم &
الـشـك & ســوء الظــن )

[size=21]ظاهرة انتشرت
في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة ، إما على سبيل الذم،[/size]
[size=21]
أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها. [/size]
[size=21]
ظاهرة الظلم، [/size]
[size=21]
وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على
الناس،[/size]
[size=21]
فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث : [/size]
[size=21]
{ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [/size]
[size=21]
وعن جابر أن رسول الله قال: [/size]
[size=21]
{ أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من
كان قبلكم، [/size]
[size=21]
حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [/size]
[size=21]
والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. [/size]
[size=21]
وهو ثلاثة أنواع:[/size]
[size=21]
النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى،[/size]
[size=21]
قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. [/size]
[size=21]
ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى،[/size]
[size=21]
قال عز وجل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. [/size]
[size=21]
النوع الثاني: [/size]
[size=21]
ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات،[/size]
[size=21]
وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. [/size]
[size=21]
قال جل شأنه: وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ [النحل:33]. [/size]
[size=21]
النوع الثالث:[/size]
[size=21]
ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل،
وظلمهم بالضرب[/size]
[size=21]
والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا
يقدر على الانتصار. [/size]
[size=21]
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته: [/size]
[size=21]
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال:[/size]
[size=21]
{ من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متفق عليه]. [/size]
[size=21]
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { مطل الغني ظلم }
[/size]
[size=21]
[متفق عليه]. [/size]
[size=21]
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي قال:[/size]
[size=21]
{ قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً
فاستوفى منه ولم يعطه أجره }[/size]
[size=21]
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: [/size]
[size=21]
عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله قال: [/size]
[size=21]
{ من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة
}، [/size]
[size=21]
فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك
} [/size]
[size=21]
السحر بجميع أنواعه . [/size]
[size=21]
وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول
الله وما هن؟ قال:[/size]
[size=21]
{ ... والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال
اليتيم، والتولي يوم الزحف،[/size]
[size=21]
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } [/size]
[size=21]
عدم العدل بين الأبناء . [/size]
[size=21]
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت.[/size]
[size=21]
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص
للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم،[/size]
[size=21]
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات
والجيران ظلم...[/size]
[size=21]
والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين[/size]
[size=21]
ظلم، وطمس الحقائق ظلم، [/size]
[size=21]
والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض
العهود وعدم الوفاء ظلم، [/size]
[size=21]
والمعاكسات ظلم ، والسكوت عن قول الحق ظلم ، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم
...[/size]
[size=21]
إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى. [/size]
[size=21]
الظالم لغيره:[/size]
[size=21]
اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس
قال: قال رسول الله : [/size]
[size=21]
{ اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. [/size]
[size=21]
فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، [/size]
[size=21] لاتظلمن
إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم[/size]
[size=21]
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم[/size]

[size=21]
فتذكر يامن ظلمت : قول الله عز وجل: [/size]
[size=21]
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا
يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) [/size]
[size=21]
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء . [/size]
[size=21]
وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى . [/size]
[size=21]
وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44)
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44].[/size]
[size=21]
وقوله : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }،[/size]
[size=21]
ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ
إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [/size]
[size=21]
[هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ
يَنقَلِبُونَ [/size]
[size=21]
تذكرة لمن ظلم :[/size]
[size=21]
تذكر الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط
وزلته، والحشر وأحواله، [/size]
[size=21]
والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في
القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك [/size]
[size=21]
للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك. [/size]
[size=21]
تذكر قول الرسول : [/size]
[size=21]
{ لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة
القرناء } [رواه مسلم]. [/size]
[size=21]
والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، [/size]
[size=21]
عن أبي هريرة عن النبي قال:[/size]
[size=21]
{ من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن
لا يكون دينار ولا درهم،[/size]
[size=21]
إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات
صاحبه فحمل عليه } [/size]
[size=21]
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: [/size]
[size=21]
{ أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن
المفلس من أمتي [/size]
[size=21]
من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل
مال هذا، وسفك دم[/size]
[size=21]
هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل
أن يقضى ما عليه،[/size]
[size=21]
أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار }[/size]
[size=21]
تذكر : [/size]
[size=21]
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : [/size]
[size=21]
{ إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار
ليتوب مسيء الليل حتى تطلع [/size]
[size=21]
الشمس من مغربها } [/size]
[size=21]
/[/size]
[size=21]
\[/size]
[size=21]
الشك : [/size]
[size=21] الشك في نيات الناس وأفعالهم:[/size]
[size=21]
بعض الناس إذا تحدث مع الآخرين أو حدثوه ظل حائرًا مترددًا يتساءل: ماذا
أراد بقوله؟[/size]
[size=21]
ماذا أراد بفعله؟ ويغلب جانب السوء. ومثل هذا تجده دائمًا في تعب، وإنما
تعبه من قِبل نفسه، [/size]
[size=21]
ولو دفع عن نفسه الشك في نوايا الناس لاستراح، [/size]
[size=21]
وما أحراه بهذه النصيحة المباركة: " احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما
يقليك منه".[/size]
[size=21]
وما أحراه بما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [/size]
[size=21]
"لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً".[/size]
[size=21]
/\[/size]
[size=21]
سوء الظن ورطة[/size]
[size=21]
من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة "سوء الظن" [/size]
[size=21]
ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة، وقطعت أواصر المودة، وولَّدت
الشحناء والبغضاء.[/size]
[size=21]
إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل
عندهم في الناس[/size]
[size=21]
أنهم متهمون، بل مدانون. [/size]
[size=21]
ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم ولهدي [/size]
[size=21]
السلف رضي الله عنهم.[/size]
[size=21]
أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا:[/size]
[size=21]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم
بَعْضًا [/size]
[size=21]
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12].[/size]
[size=21]
وأما السنة فقد ورد فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:[/size]
[size=21]
"إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا".الحديث.[/size]
[size=21]
وأما السلف رضي الله عنهم وأرضاهم؛ فقد نأوا بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم،
فتراهم يلتمسون الأعذار [/size]
[size=21]
للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين،[/size]
[size=21]
ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه. فهلا تأسى الخلف بالسلف، فنأوا بأنفسهم عن
سوء الظن؟. [/size]
[size=21]
إن هؤلاء الذين ساءت ظنونهم بالمسلمين أسوتهم في ذلك هو ذاك الرجل الذي[/size]
[size=21]
قال للنبي صلى الله عليه وسلم: والله إن هذه القسمة ما عُدل فيها وما أريد
بها وجه الله". [/size]
[size=21]
وقد قسَّم بعضهم سوء الظن إلى قسمين كلاهما من الكبائر وهما:[/size]
[size=21]
1- سوء الظن بالله:[/size]
[size=21]
وهو أعظم إثمًا وجرمًا من كثير من الجرائم؛ لتجويزه على الله تعالى أشياء
لا تليق بجوده سبحانه وكرمه.[/size]
[size=21]
2- سوء الظن بالمسلمين: [/size]
[size=21]
وهو أيضًا من الكبائر، فمن حكم على غيره بشر بمجرد الظن حمله الشيطان على
احتقاره وعدم القيام [/size]
[size=21]
بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه والتجسس عليه، وكلها مهلكات منهيٌ عنها. [/size]
[size=21]
وقد قال بعض العلماء: [/size]
[size=21]
وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث
باطنه، وسوء طويته؛ [/size]
[size=21]
فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.[/size]
[size=21]
فإياك أخي والظن، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، وإن لم تستطع أن تدفع
عن نفسك [/size]
[size=21]
فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم. [/size]
[size=21]
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا إخالك ناجيًا.[/size]
[size=21]
وقد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذ بالحدس والظن،[/size]
[size=21]
فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولاً) الإسراء/ 36.[/size]
[size=21]
ويقول الرسول : (حسن الظن من حسن العبادة).[/size]
[size=21]
قال الشاعر:[/size]
[size=21]
فلا تظنن بربك ظـن سـوء.. ... ..فإن الله أولـى بالجميـل[/size]
[size=21]
ولا تظنن بنفسك قطُّ خيـرًا.. ... ..فكيف بظـالم جانٍ جهولِ[/size]
[size=21]
وظنَّ بنفسك السوءى تجدها.. ... ..كذلك خيرُهـا كالمستحيل[/size]
[size=21]
وما بك من تقىً فيها وخـيرٍ.. ... ..فتلك مواهب الربِّ الجليل[/size]
[size=21]
وليس لها ولا منها ولكـنْ.. ... ..من الرحمن فاشكـر للدليـل[/size]

بوركت

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا \

تسلم الايادي اخوي

امـراض الـقـلـوب ( الـظـلـم & الـشـك & ســوء الظــن ) 513304561